السعادة هي حالة من الرضا والهناء تشعر بها النفس بما تحقق من أهداف وطموحات في الحياة. ولكن كيف يمكن للإنسان أن يصل إلى هذه الحالة؟ هل هي مرتبطة بالمال أو الشهرة أو الجاه؟ أم هي مرتبطة بالعبادة والزهد والتقشف؟ أم هي مرتبطة بالعمل والإبداع والتفوق؟
إن الإجابة على هذا السؤال تكمن في مفهوم التوازن في الحياة. فالتوازن هو حالة من الانسجام والاتفاق بين جوانب الحياة المختلفة، بحيث لا يغلب جانب على آخر، ولا يُهمل جانب على حساب آخر. فالإنسان كائن مركب، له جانب روحي وجانب مادي، وله حاجات نفسية وحاجات جسدية، وله علاقات اجتماعية وعلاقات فردية، وله مسؤوليات دينية ومسؤوليات دنيوية. فإذا استطاع الإنسان أن يراعي كل هذه الجوانب، وأن يحقق التوافق بينها، فإنه سيصل إلى حالة من التوازن في حياته، وهذا ما يؤدي إلى السعادة.
ولكن كيف يمكن للإنسان أن يحقق التوازن في حياته؟ هذا ما يتطلب منه بعض المهارات والصفات، من أهمها:
- التعرف على نفسه وقدراته ومواطن ضعفه، وأن يكون صادقًا مع نفسه في تقدير ذاته.
- تحديد أولوياته وأهدافه في الحياة، وأن يضع خططًا واضحة لتحقيقها.
- التخطيط لوقته بشكل جيد، وأن يستغل كل لحظة في حياته بما يفيد نفسه وغيره.
- التعامل مع المشكلات بشكل إيجابي، وأن يستخدم مهارات حل المشكلات بشكل فعال.
- التكيف مع التغيرات في الحياة، وأن يستفيد من كل تجربة جديدة.
- التعامل مع الآخرين بشكل لطيف، وأن يحافظ على علاقات اجتماعية سليمة.
- الاعتدال في كل شيء، وأن يتجنب الإفراط والتفريط في المادة أو الروح.
إذًا، نستطيع أن نقول إن التوازن في الحياة هو سر السعادة. فإذا عرف الإنسان كيف يوزِّن بين جوانب حياته المختلفة، فإنه سيرى نتائج إيجابية في صحته وعمله وأسرته. فالتوازن يعني الاستقرار والراحة والهدوء، وهذه هي مقومات السعادة. لذلك، علينا أن نسعى إلى تحقيق التوازن في حياتنا، وأن نتذكر قول الله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77].1